{ ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ }، لفظ أمر، ومعناه خبر، تقديره: أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفرَ الله لهم. { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ }، وذكر عدد السبعين للمبالغة في اليأس عن طمع المغفرة.
وقال الضحاك: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله قد رخص لي فلأزيدنَّ على السبعين لعلّ الله أن يغفر لهم" ، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم { سَوَآءٌ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ }.
{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ }.
{ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ } عن غزوة تبوك. والمخلف: المتروك { بِمَقْعَدِهِمْ } أي بقعودهم { خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ }، قال أبو عبيدة: أي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار وأقاموا، { وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى ٱلْحَرِّ }، وكانت غزوة تبوك في شدة الحرّ، { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }، يعلمون وكذلك هو في مصحف عبدالله بن مسعود.