{ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ }، أي ذا قرابة, يريد يتيماً بينك وبينه قرابة.
{ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }، قد لصق بالتراب من فقره وضره. وقال مجاهد عن ابن عباس: هو المطروح في التراب لا يقيه شيء، و "المتربة" مصدر تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَباً ومَتْرَبَة إذا افتقر.
{ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، بين أن هذا القُرَبَ إنما تنفع مع الإيمان، وقيل: "ثم" بمعنى الواو، { وَتَوَاصَوْاْ }، أوصى بعضهم بعضاً، { بِٱلصَّبْرِ }، على فرائض الله وأوامره، { وَتَوَاصَواْ بِٱلْمَرْحَمَةِ }، برحمة الناس.
{ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ } مطبقة عليهم أبوابها, لا يدخل فيها رَوْح ولا يخرج منها غم.
قرأ أبو عمرو, وحمزة, وحفص: بالهمزة ها هنا، وفي الهُمَزَة, وقرأ الآخرون بلا همز, وهما لغتان، يقال: آصدت الباب وأوصدته, إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى الهمز المطبقة وغير الهمزة المغلقة.