{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ }، الذي بخل به، { إِذَا تَرَدَّىٰ }، قال مجاهد: إذا مات. وقال قتادة وأبو صالح: هوى في جهنم.
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ }، يعني البيان. قال الزجَّاج: علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال، وهو قول قتادة: قال: على الله بيان حلاله وحرامه.
قال الفراء: يعني من سلك الهدى فعلى الله سبيله، كقوله تعالى:
{ { وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } [النحل: 9] يقول: من أراد الله فهو على السبيل القاصد. وقيل معناه: إن علينا للهدى والإضلال كقوله:
{ { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ } [آل عمران: 26]. فاقتصر على الهدى لدلالة الكلام عليه كقوله: { { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } [النحل: 81], فاقتصر على ذكر الحر ولم يذكر البرد لأنه يدل عليه. { وَإِنَّ لَنَا لَلأَخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ }، فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.
{ فَأَنذَرْتُكُمْ }، يا أهل مكة، { نَاراً تَلَظَّىٰ }، أي: تتلظى, يعني تتوقد وتتوهج.
{ لاَ يَصْلَـٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى * ٱلَّذِي كَذَّبَ } الرسول، { وَتَوَلَّىٰ }، عن الإيمان.
{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى }، يريد بالأشقى الشقي، وبالأتقى التقي.