قوله عزّ وجلّ: { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ }، يعني جبريل عليه السلام معهم، { فيها }، أي في ليلة القدر، { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }، أي بكل أمر من الخير والبركة، كقوله:
{ { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } [الرعد: 11] أي بأمر الله. { سَلَـٰمٌ }، قال عطاء: يريد: سلامٌ على أولياء الله وأهل طاعته. وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.
وقال الكلبي: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمناً أو مؤمنة سلَّموا عليه من ربه حتى يطلع الفجر.
وقيل: تم الكلام عند قوله: { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } ثم ابتدأ فقال: { سَلَـٰمٌ هِىَ }، أي: ليلة القدر سلامٌ وخيرٌ كلُّها، ليس فيها شر. قال الضحاك: لا يُقدِّر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامةَ.
وقال مجاهد: يعني أن ليلة القدر سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، ولا أن يحدث فيها أذى. { حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ }، أي: إلى مطلع الفجر، قرأ الكسائي "مَطْلِع" بكسر اللام، والآخرون بفتحها, وهو الاختيار, بمعنى الطلوع, على المصدر، يقال: طلع الفجر طُلوعاً ومطلعاً، والكسر موضع الطلوع.