التفاسير

< >
عرض

قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ
٤٠
فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٤١
ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ
٤٢
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
٤٣
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
٤٤
-المؤمنون

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

المعنى { قال } الله لهذا النبي الداعي { عما قليل } يندم قومك على كفرهم حين لا ينفعهم الندم، ومن ذكر { الصيحة } ذهب الطبري إلى أَنهم قوم ثمود، وقوله { بالحق } معناه بما استحقوا من أَفعالهم وبما حق منا في عقوبتهم، و"الغثاء" ما يحمله السيل من زبده ومعتاده الذي لا ينتفع به فيشبه كل هامد وتالف بذلك و { بعداً } منصوب بفعل مضمر متروك إظهاره ثم أخبر تعالى عن أنه "أنشأ" بعد هؤلاء أمماً كثيرة كل أمة بأجل في كتاب لا تتعداه في وجودها وعند موتها و { تترا } مصدر بمنزلة فعلى مثل الدعوى والعدوى ونحوها، وليس تترى بفعل وإنما هو مصدر من تواتر الشيء، وقرأ الجمهور "تترا" كما تقدم ووقفهم بالألف، وحمزة والكسائي يميلانها، قال أبو حاتم هي ألف تأنيث، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو "تتراً" بالتنوين ووقفهما بالألف وهي ألف إلحاق قال ابن سيده يقال جاءو "تَتْراً وتِتْراً" أي متواترين التاء مبدلة من الواو على غير قياس لأن قياس إبدال الواو تاء إنما هو في افتعل وذلك نحو اتزر واتجه، وقوله { أتبعنا بعضهم بعضاً } أي في الإهلاك، وقوله { وجعلناهم أحاديث } يريد أحاديث مثل، وقلَّما يستعمل الجعل حديثاً إلا في الشر.