التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٤٥
إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ
٤٦
فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ
٤٧
فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ
٤٨
-المؤمنون

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

{ ثم } هنا على بابها لترتيب الأمور واقتضاء المهلة، و"الآيات" التي جاء بها { موسى } و { هارون } هي اليد والعصا اللتان اقترن بهما التحدي وهما "السلطان المبين"، ويدخل في عموم اللفظ سائر آياتهما كالبحر والمرسلات الست، وأما غير ذلك مما جرى بعد الخروج من البحر فليست تلك لفرعون بل هي خاصة ببني إسرائيل. و"الملأ" هنا الجمع يعم الأشراف وغيرهم، و { استكبروا }، معناه عن الإيمان بموسى وأخيه لأَنهم أنفوا من ذلك، و { عالين }، معناه قاصدين للعلو بالظلم والكبرياء، وقوله { عابدون } معناه خامدون متذللون، ومن هنا قيل لعرب الحيرة العباد لأَنهم دخلوا من بين العرب في طاعة كسرى، هذا أَحد القولين في تسميتهم والطريق المعبد المذلل وعلو هؤلاء هو الذي ذكر الله تعالى في قوله { { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً } [القصص: 83] و { من المهلكين } يريد بالغرق.