التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ
١٤
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
١٥
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ
١٦
فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ
١٧
وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ
١٨
-الروم

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

{ يتفرقون } معناه في المنازل والأحكام والجزاء، قال قتادة: فرقة والله لا اجتماع بعدها و { يحبرون } معناه ينعمون، قاله مجاهد، والحبرة والحبور السرور والتنعم، وقال يحيى بن أبي كثير: { يحبرون } معناه يسمعون الأغاني، وهذا نوع من الحبرة، وقال ابن عباس { يحبرون } يكرمون وفي المثل امتلأت بيوتهم حبرة فهم ينظرون العبرة ومنه بيت أبي ذؤيب: [الطويل]

فراق كقيص السن فالصبر انه لكل أناس عبرة وحبور

هذا على هذه الرواية، ويروى عثرة وحبور، وهي أكثر وذكر تعالى "الروضة" لأنها من أحسن ما يعلم من بقاع الأرض، وهي حيث اكتمل النبت الأخضر وجن وما كان منها في المرتفع من الأرض كان أحسن، ومنه قول الأعشى: [البسيط]

وما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسل هطل

ومنه قول كثير: [الطويل]

فما روضة طيبة الثرى تمج النداء جثجاثها وعرارها

قال الأصمعي: ولا يقال "روضة" حتى بكون فيها ماء يشرب منه، و { محضرون } معناه مجموعون له لا يغيب أحد عنه، وقوله تعالى: { فسبحان الله } خطاب للمؤمنين بالأمر بالعبادة والحض على الصلاة في هذه الأوقات، كأنه يقول إذ هذه الفرق هكذا من النعمة والعذاب فجدوا أيها المؤمنون في طريق الفوز برحمة الله، وقال ابن عباس وقتادة وبعض الفقهاء: في هذه الآية على أربع صلوات: المغرب والصبح والعصر والظهر، قالوا والعشاء هي الآخرة في آية أخرى في { { زلفاً من الليل } [هود: 114] وفي ذكر أوقات العورة، وقال ابن عباس أيضاً وفرقة من الفقهاء: في هذه الآية تنبيه على الصلوات الخمس لأن قوله تعالى { حين تمسون } يتضمن الصلاتين، وقوله { وله الحمد في السماوات والأرض } اعتراض بين الكلامين من نوع تعظيم الله تعالى والحض على عبادته، وقرأ عكرمة "حيناً تمسون وحيناً تصبحون" والمعنى حين تمسون فيه.