الضمير في { سجدوا } للطائفة المصلية والمعنى: فإذا سجدوا معك الركعة الأولى فلينصرفوا، هذا
على بعض الهيئات المروية والمعنى: فإذا سجدوا ركعة القضاء وهذا على هيئة سهل بن أبي حثمة،
والضمير في قوله: { فليكونوا } يحتمل أن يكون للطائفة القائمة أولاً بإزاء
العدو ويجيء الكلام وصاة في حال الحذر والحرب، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق "فلِتقم" بكسر اللام، وقرأ الجمهور { ولتأت طائفة } بالتاء، وقرأ أبو حيوة "وليأت" بالياء، وقوله تعالى: { ود الذين كفروا } الآية إخبار عن معتقد القوم وتحذير من الغفلة، لئلا ينال العدو أمله. وأسلحة جمع سلاح، وفي قوله تعالى: { ميلة واحدة } بناء مبالغة أي مستأصلة لا يحتاج معها إلى ثانية، وقوله تعالى: { ولا جناح عليكم } الآية
ترخيص، قال ابن عباس: نزلت بسبب عبد الرحمن بن عوف، كان مريضاً فوضع سلاحه فعنفه بعض الناس.
قال القاضي أبو محمدرحمه الله : كأنهم تلقوا الأمر بأخذ السلاح على الوجوب، فرخص الله تعالى
في هاتين الحالتين، وينقاس عليهما كل عذر يحدث في ذلك الوقت، ثم قوى الله تعالى نفوس المؤمنين بقوله { إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً }.