التفاسير

< >
عرض

سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
٨٢
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٨٣
وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٨٤
وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٥
-الزخرف

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

لما قال تعالى: { { فأنا أول العابدين } [الزخرف: 81] نزه الرب تعالى عن هذه المقالة التي قالوها و: { سبحان } تنزيه. وخص { السماوات والأرض } و { العرش } لأنها عظم المخلوقات.
وقوله تعالى: { فذرهم يخوضوا } مهادنة ما وترك، وهي مما نسخت بآية السيف وقرأ الجمهور "يلاقوا" وقرأ أبو جعفر وابن محيصن: "حتى يلقوا". وقال جمهور اليوم الذي توعدهم به هو القيامة. وقال عكرمة وغيره: هو يوم بدر.
وقوله تعالى: { وهو الذي في السماء إله } الآية آية حكم بعظمته وإخبار بألوهيته، أي هو النافذ أمره.
وقرأ عمر بن الخطاب وجابر بن زيد وأبو شيخ والحكم بن أبي العاصي وبلال بن أبي بردة وابن مسعود ويحيى بن يعمر وأبي بن كعب وابن السميفع: "وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله، و: { الحكيم } المحكم. { وتبارك } تفاعل من البركة، أي تزيدت بركاته. و: { السماوات والأرض وما بينهما } حصر لجميع الموجودات المحسوسات. و: { علم الساعة } معناه: علم تحديد قيامها والوقف على تعيينه، وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه، وإلا فنحن عندنا علم الساعة، أي إنها واقعة، وإنها ذات أهوال وبصفات ما، والمصدر في قوله: { علم الساعة } مضاف إلى المفعول.
وقرأ أكثر القراء: "وإليه يرجعون" بالياء من تحت. وقرأ نافع وأبو عمرو: "تُرجعون" بالتاء من فوق مضمومة.