المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
لا خلاف بين العلماء أن السموات سبع، لأن الله تعالى قال: { { سبعاً طباقاً } [الملك: 3،
نوح: 15] وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهن في حديث الإسراء، " وقال لسعد: حكمت
بحكم الملك من فوق سبع أرقعة" ،ونطقت بذلك الشريعة في غير ما موضع، وأما { الأرض } فالجمهور
على أنها سبع أرضين، وهو ظاهر هذه الآية، وأن المماثلة إنما هي في العدد، ويستدل بقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "من غصب شبراً من أرض طوقه من سبع أرضين" ،إلى غير هذا مما وردت به
روايات، وروي عن قوم من العلماء أنهم قالوا: الأرض واحدة، وهي مماثلة لكل سماء بانفرادها في ارتفاع
جرمها، وقر أن فيها عالماً يعبد كما في كل سماء عالم يعبد، وقرأ الجمهور: "مثلَهن" بالنصب، وقرأ
عاصم: "مثلُهن" برفع اللام، و { الأمر } هنا الوحي وجميع ما يأمر به تعالى من يعقل ومن لا يعقل، فإن
الرياح والسحاب وغير ذلك مأمور كلها، وباقي السورة وعظ، وحض على توحيد لله عز وجل، وقوله
تعالى: { على كل شيء قدير } عموم معناه الخصوص في المقدورات، وقوله { بكل شيء } عموم على
إطلاقه.