التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
١٢
-الطلاق

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

لا خلاف بين العلماء أن السموات سبع، لأن الله تعالى قال: { { سبعاً طباقاً } [الملك: 3، نوح: 15] وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهن في حديث الإسراء، " وقال لسعد: حكمت بحكم الملك من فوق سبع أرقعة" ،ونطقت بذلك الشريعة في غير ما موضع، وأما { الأرض } فالجمهور على أنها سبع أرضين، وهو ظاهر هذه الآية، وأن المماثلة إنما هي في العدد، ويستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غصب شبراً من أرض طوقه من سبع أرضين" ،إلى غير هذا مما وردت به روايات، وروي عن قوم من العلماء أنهم قالوا: الأرض واحدة، وهي مماثلة لكل سماء بانفرادها في ارتفاع جرمها، وقر أن فيها عالماً يعبد كما في كل سماء عالم يعبد، وقرأ الجمهور: "مثلَهن" بالنصب، وقرأ عاصم: "مثلُهن" برفع اللام، و { الأمر } هنا الوحي وجميع ما يأمر به تعالى من يعقل ومن لا يعقل، فإن الرياح والسحاب وغير ذلك مأمور كلها، وباقي السورة وعظ، وحض على توحيد لله عز وجل، وقوله تعالى: { على كل شيء قدير } عموم معناه الخصوص في المقدورات، وقوله { بكل شيء } عموم على إطلاقه.