قوله تعالى: { قل لا أملك لنفسي ضراً... } الآية، قد ذكرت تفسيرها في آيتين من (الأعراف 34 و 188).
قوله تعالى: { إن أتاكم عذابه بياتاً } قال الزجاج: البيات: كل ما كان بليل. وقوله: { ماذا } في موضع رفع من جهتين. إِحداهما: أن يكون «ذا» بمعنى الذي، المعنى: ما الذي يستعجل منه المجرمون؟ ويجوز أن يكون «ماذا» اسماً واحداً، فيكون المعنى: أي شيء يستعجل منه المجرمون؟ والهاء في «منه» تعود على العذاب. وجائز أن تعود على ذكر الله تعالى، فيكون المعنى: أي شيء يستعجل المجرمون من الله تعالى؟ وعودها على العذاب أجود، لقوله: { أثم إِذا ما وقع آمنتم به }. وذكر بعض المفسرين أن المراد بالمجرمين: المشركون، وكانوا يقولون: نكذب بالعذاب ونستعجله، ثم إِذا وقع العذاب آمنا به؛ فقال الله تعالى موبِّخاً لهم: { أثمَّ إِذا ما وقع آمنتم به } أي: هنالك تؤمنون فلا يُقبل منكم الإِيمان، ويقال لكم: الآن تؤمنون؟ فأضمر: تؤمنون به مع { آلآن وقد كنتم به تستعجلون } مستهزئين، وهو قوله: { ثم قيل للذين ظلموا } أي: كفروا، عند نزول العذاب { ذوقوا عذاب الخلد }، لأنه إِذا نزل بهم العذاب، أفضوا منه إِلى عذاب الآخرة الدائم.