التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
١٣
فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٤
-هود

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { أم يقولون افتراه } «أم» بمعنى «بل»، و«افتراه» أتى به من قِبَل نفسه. { قل فأتوا } أنتم في معارضتي { بعشر سُوَر مثله } في البلاغة { مفتريات } بزعمكم ودعواكم { وادعوا من استطعتم من دون الله } إِلى المعاونة على المعارضة { إِن كنتم صادقين } في قولكم: «افتراه».

{ فإن لم يستجيبوا لكم } أي: يجيبوكم إِلى المعارضة. فقد قامت الحجة عليهم لكم.

فإن قيل: كيف وحَّد القول في قوله: «قل فأتوا» ثم جمع في قوله «فإن لم يستجيبوا لكم»؟ فعنه جوابان.

أحدهما: أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده في الموضعين، فيكون الخطاب له بقوله «لكم» تعظيماً، لأن خطاب الواحد بلفظ الجميع تعظيم، هذا قول المفسرين.

والثاني: أنه وحَّد في الأول لخطاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجمع في الثاني لمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قاله ابن الأنباري.

قوله تعالى: { فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله } فيه قولان:

أحدهما: أنزله وهو عالم بانزاله، وعالم بأنه حق من عنده.

والثاني: أنزله بما أخبر فيه من الغيب، ودلَّ على ما سيكون وما سلف، ذكرهما الزجاج.

قوله تعالى: { وأن لا إِله إِلا هو } أي: واعلموا ذلك. { فهل أنتم مسلمون } استفهام بمعنى الأمر. وفيمن خوطب به قولان:

أحدهما: أهل مكة، ومعنى إِسلامهم: إِخلاصهم لله العبادة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد.