التفاسير

< >
عرض

وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ
١٦
قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
١٧
-يوسف

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { وجاؤوا أباهم عشاء يبكون } وقرأ أبو هريرة، والحسن، وابن السميفع، والأعمش: «عشاء» بضم العين.

قال المفسرون: جاؤوا وقت العتمة ليكونوا أجرأ في الظلمة على الاعتذار بالكذب، فلما سمع صوتهم فزع، وقال: مالكم يا بَنِيَّ، هل أصابكم في غنمكم شيء؟ قالوا: لا، قال: فما اصابكم؟ وأين يوسف؟ { قالوا: يا أبانا إِنا ذهبنا نستبق } وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: ننتضل، قاله ابن عباس، وابن قتيبة، قال: والمعنى، يسابق بعضنا بعضاً في الرمي، والثاني: نشتد، قاله السدي. والثالث: نتصيد، قاله مقاتل. فيكون المعنى على الأول: نستبق في الرمي لننظر أينا أسبق سهماً؛ وعلى الثاني: نستبق على الأقدام؛ وعلى الثالث: للصيد.

قوله تعالى: { وتركنا يوسف عند متاعنا } أي: ثيابنا. { وما أنت بمؤمن لنا } أي: بمصدِّق.

وفي قوله: { ولو كنا صادقين } قولان:

أحدهما: أن المعنى: وإِن كنا قد صدقنا، قاله ابن إِسحاق. والثاني: لو كنا عندك من أهل الصدق لا تهمتنا في يوسف لمحبتك إِياه، وظننت أنا قد كذبناك، قاله الزجاج.