قوله تعالى: { ربُّكم أعلم بكم } فيمن خوطب بهذا قولان.
أحدهما: أنهم المؤمنون. ثم في معنى الكلام قولان. أحدهما: { إِن يشأ يرحمكم } فينجيكم من أهل مكة، { وإِن يشأ يعذبكم } فيسلطهم عليكم، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: إِن يشأ يرحمكم بالتوبة، أو يعذبكم بالإِقامة على الذنوب، قاله الحسن. والثاني: أنهم المشركون. ثم في معنى الكلام قولان. أحدهما: إِن يشأ يرحمكم، فيهديكم للإيمان، أو إِن يشأ يعذِّبكم، فيميتكم على الكفر، قاله مقاتل. والثاني: أنه لما نزل القحط بالمشركين فقالوا:
{ ربَّنا اكشف عنا العذاب إِنّا مؤمنون } [الدخان: 12]، قال الله تعالى: { ربُّكم أعلم بكم } مَنْ الذي يؤمن، ومن [الذي] لا يؤمن، { إِن يشأ يرحمكم } فيكشف القحط عنكم { أو إِن يشأ يعذبكم } فيتركه عليكم، ذكره أبو سليمان الدمشقي. قال ابن الأنباري: و«أو» هاهنا دخلت لسَعة الأمرين عند الله تعالى، وأنه لا يردّ عنهما، فكانت ملحقة بـ «أو» المبيحة في قولهم: جالس الحسن، أو ابن سيرين، يعنون: قد وسَّعنا لك الأمر. قوله تعالى: { وما أرسلناك عليهم وكيلاً } فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: كفيلاً تُؤخذ بهم، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: حافظاً وربّاً، قاله الفراء.
والثالث: كفيلاً بهدايتهم وقادراً على إِصلاح قلوبهم، ذكره ابن الأنباري. وذهب بعض المفسرين إِلى أن هذا منسوخ بآية السيف.