التفاسير

< >
عرض

ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
٤٦
-الكهف

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { المالُ والبنونَ زينة الحياة الدنيا } هذا ردٌّ على المشركين الذين كانوا يفتخرون بالأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أن ذلك مما يُتزيَّن به في الدنيا، [لا] مما ينفع في الآخرة.

قوله تعالى: { والباقيات الصالحات } فيها خمسة أقوال.

أحدها: أنها «سبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، والله أكبر»؛ روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِن عجزتم عن الليل أن تكابدوه، وعن العدوِّ أن تجاهدوه، فلا تعجِزوا عن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، والله أكبر، فقولوها، فإنَّهن الباقيات الصالحات" ، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء، وبه قال مجاهد، وعطاء، وعكرمة، والضحاك. وسئل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن الباقيات الصالحات، فقال هذه الكلمات، وزاد فيها: «ولا حول ولا قوَّة إِلا بالله». وقال سعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي مثله سواء.

والثاني: «أنها لا إِله إِلا الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا قوة إِلا بالله»، رواه علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والثالث: أنها الصلوات الخمس، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال ابن مسعود، ومسروق، وإبراهيم.

والرابع: الكلام الطيِّب، رواه العوفي عن ابن عباس.

والخامس: هي جميع أعمال الحسنات، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة، وابن زيد.

قوله تعالى: { خير عند ربِّك ثواباً } أي: أفضل جزاءً { وخير أملاً } أي: خير مما تؤمِّلون، لأن آمالكم كواذب، وهذا أمل لا يكذب.