قوله تعالى: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } اختلفوا فيمن نزلت على قولين.
أحدهما: أنها نزلت في الروم، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس من أجل أن بني إسرئيل قتلوا يحيى بن زكريا، فخرب وطرحت الجيف فيه، قاله ابن عباس في آخرين. والثاني: أنها في المشركين الذين حالوا بين رسول الله وبين مكة يوم الحديبية، قاله ابن زيد. وفي المراد بخرابها قولان. أحدهما: أنه نقضها، والثاني: منع ذكر الله فيها.
قوله تعالى: { أُولئك ما كان لهم أن يدخلوها إِلا خائفين } فيه قولان. أحدهما: أنه إخبار عن أحوالهم بعد ذلك. قال السدي: لا يدخل رومي بيت المقدس إلا وهو خائف أن يضرب عنقه، أو قد أخيف بأداء الجزية. والثاني: أنه خبر في معنى الأمر، تقديره: عليكم بالجد في جهادهم كي لا يدخلها أحدٌ إلا وهو خائف.
{ لهم في الدنيا خزي } فيه ثلاثة أقوال. أحدها: أن خزيهم الجزية، قاله ابن عباس. والثاني: أنه فتح القسطنطينية، قاله السدي. والثالث: أنه طردهم عن المسجد الحرام، فلا يدخله مشرك أبداً ظاهراً، قاله ابن زيد.