التفاسير

< >
عرض

فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
١٣٧
-البقرة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { فان آمنوا } يعني: أهل الكتاب.

قوله تعالى: { بمثل ما آمنتم به } ثلاثة أقوال. أحدها: أن معناه: مثل إيمانكم، فزيدت الباء للتوكيد، كما زيدت في قوله: { { وهزّي إِليك بجذع النخلة } [مريم:24]. قاله ابن الأنباري. والثاني. أن المراد بالمثل هاهنا: الكتاب، وتقديره: فان آمنوا بكتابكم كما آمنتم بكتابهم، قاله أبو معاذ النحوي. والثالث: أن المثل هاهنا: صلة، والمعنى: فان آمنوا بما آمنتم به. ومثله قوله: { ليس كمثله شيء } [الشورى:11].أي: ليس كهو شيء. وأنشدوا:

يا عاذلي دعنيَ من عذلكا مثليَ لا يقبل من مثلكا

أي: أنا لا أقبل منك، فأما الشقاق؛ فهو المشاقة والعداوة، ومنه قولهم: فلان قد شق عصا المسلمين، يريدون: فارق ما اجتمعوا عليه من اتباع إمامهم، فكأنه صار في شق غير شقهم.

قوله تعالى: { فسيكفيكهم الله } هذا ضمان لنصر النبي صلى الله عليه وسلم.