قوله تعالى: { الذي جعلَِ لكُم الأرْضَ فراشاً }.
إنما سميت الأرض أرضاً لسعتها، من قولهم: أرِضت القرحة: إذا اتسعت. وقيل: لانحطاطها عن السماء، وكل ما سفل: أرض، وقيل: لأن الناس يرضونها بأقدامهم، وسميت السماء سماء لعلوها. قال الزجاج: وكل ما علا على الأرض فاسمه بناء، وقال ابن عباس: البناء هاهنا بمعنى السقف.
قوله تعالى: { وأنزل من السماء } يعني: من السحاب.
{ ماءً } يعني: المطر.
{ فلا تجعلوا لله أنداداً } يعني: شركاء،أمثالا. يقال: هذا ند هذا، ونديده. وفيما أريد بالأنداد هاهنا قولان. أحدهما: الأصنام، قاله ابن زيد، والثاني: رجال كانوا يطيعونهم في معصية الله، قاله السدي.
قوله تعالى: { وأنتم تعلمون }.
فيه ستة أقوال.
أحدهما: وأنتم تعلمون أنه خلق السماء، وأنزل الماء، وفعل ما شرحه في هذه الآيات، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس وقتادة و مقاتل.
الثاني: وأنتم تعلمون أنه ليس ذلك في كتابكم التوراة والانجيل، روي عن ابن عباس أيضاً، وهو يخرج على قول من قال: الخطاب لأهل الكتاب.
والثالث: وأنتم تعلمون أنه لا ند له، قاله مجاهد.
والرابع: أن العلم هاهنا بمعنى العقل، قاله ابن قتبية.
والخامس: وأنتم تعلمون أنه لا يقدر على فعل ما ذكره أحد سواه. ذكره شيخنا علي بن عبيد الله.
والسادس: وأنتم تعلمون أنها حجارة، سمعته من الشيخ أبي محمد بن الخشاب.