قوله تعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } زوجه: حواء، قال الفراء: أهل الحجاز يقولون لامرأة الرجل: زوج، ويجمعونها: الأزواج. وتميم وكثير من قيس وأهل نجد يقولون: زوجة، ويجمعونها: زوجات.
قال الشاعر:
فان الذي يسعى يحرّش زوجتي كماشٍ إِلى أسد الشرى يستبيلها
وأنشدني أبو الجراح:يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم أن ليس وصل اذا انحلت عرى الذنب
وفي الجنة التي أسكنها آدم قولان. أحدهما: جنة عدن. والثاني: جنة الخلد. والرغد: الرزق الواسع الكثير، يقال: أرغد فلان، إذا صار في خصب وسعة.
قوله تعالى: { ولا تقربا هذه الشجرة }
أي: بالأكل، لا بالدُّنو منها.
وفي الشجرة ستة أقوال:
أحدها: أنها السنبلة، وهو قول ابن عباس، وعبد الله ابن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وقتادة، وعطية العوفي، ومحارب بن دثار، ومقاتل.
والثاني: أنها الكرم، روي عن ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وجعدة بن هبيرة.
والثالث: أنها التين، روي عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، وابن جريج.
والرابع: أنها شجرة يقال لها: شجرة العلم، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والخامس: أنها شجرة الكافور، نقل عن علي بن أبي طالب.
والسادس: أنها النخلة، روي عن أبي مالك.
وقد ذكروا وجهاً سابعاً عن وهب بن منبه أنه قال: هي شجرة الخلد، وإِنما الكلام على جنسها.
قوله تعالى: { فتكونا من الظالمين }
قال ابن الأنباري: الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، ويقال: ظلم الرجل سقاءه اذا سقاه قبل أن يخرج زبده. وقال الشاعر:
وصاحب صدق لم تربني شكاته ظلمت وفي ظلمي له عامداً أجرُ
أراد بالصاحب: وطب اللبن، وظلمه إِياه: أن يسقيه قبل أن يخرج زبده. والعرب تقول: هو أظلم من حية، لأنها تأتي الحفر الذي لم تحفره فتسكنه، ويقال: قد ظلم الماء الوادي: إذا وصل منه إِلى مكان لم يكن يصل إليه فيما مضى. فان قيل: ما وجه الحكمة في تخصيص تلك الشجرة بالنهي؟ فالجواب: أنه ابتلاء من الله تعالى بما أراد. وقال أبو العالية: كان لها ثقل من بين أشجار الجنة، فلما أكل منها: قيل اخرج إلى الدار التي تصلح لما يكون منك.