قوله تعالى: {وقالوا} يعني: المشركين {لولا} أي: هلاّ {يأتينا} محمد {بآية من ربِّه} أي: كآيات الأنبياء، نحو الناقة والعصا، {أوَلَم يأتهم} قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: «تأتهم» بالتاء. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: «يأتهم» بالياء.
قوله تعالى: {بيِّنة ما في الصحف الأولى} أي: أولم يأتهم في القرآن بيان ما في الكتب من أخبار الأمم التي أهلكناها لمَّا سألوا الآيات ثم كفروا بها، فما يؤمِّنهم أن تكون حالُهم في سؤال الآيات كحال أولئك؟! {ولو أنَّا أهلكناهم} يعني: مشركي مكة {بعذاب من قبله} في الهاء قولان.
أحدهما: أنها ترجع إِلى الكتاب، قاله مقاتل.
والثاني: إِلى الرسول، قاله الفراء.
قوله تعالى: {لقالوا} يوم القيامة {ربَّنا لولا} أي: هلاّ {أرسلتَ إِلينا رسولاً} يدعونا إِلى طاعتك {فنتَّبع آياتك} أي: نعمل بمقتضاها {من قبل أن نَذِلَّ} بالعذاب {ونَخْزَى} في جهنم. وقرأ ابن عباس، وابن السميفع، وأبو حاتم عن يعقوب: «نُذَلَّ» «ونُخْزَى» برفع النون فيهما، وفتح الذال. {قل} لهم يا محمد: {كُلٌّ} منا ومنكم {متربِّص} أي: نحن نتربَّص بكم العذاب في الدنيا، وأنتم تتربصون بنا الدوائر {فتربَّصوا} أي: فانتظروا {فستعلمون} إِذا جاء أمر الله {مَنْ أصحابُ الصِّراط السَّويِّ} أي: الدِّين المستقيم {ومَنِ اهتدى} من الضلالة، أنحن، أم أنتم؟ وقيل: هذه منسوخة بآية السيف، وليس بشيء.