التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ
٥٧
وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ
٥٨
وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ
٥٩
وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
٦٠
أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
٦١
-المؤمنون

زاد المسير في علم التفسير

ثم ذكر المؤمنين فقال: { إِنَّ الذين هم من خَشية ربِّهم مُشْفِقُون } وقد شرحنا هذا المعنى في قوله: { { وهم من خشيته مشفقون } [الانبياء: 28].

قوله تعالى: { والذين يُؤتُون ما آتَوا } وقرأ عاصم الجحدري: «يأتون ما أتوا» بقصر همزة «أتوا». "وسَألتْ عائشةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: يا رسول الله، أهم الذين يُذنبون وهم مشفقون؟ فقال: لا، بل هم الذين يصلُّون وهم مشفقون، ويصومون وهم مشفقون، ويتصدَّقون وهم مشفقون أن لا يُتقبَّل منهم" . قال الزجاج: فمعنى «يؤتون»: يُعطون ما أَعْطَوا وهم يخافون أن لا يُتقبَّل منهم، { أنهم إِلى ربِّهم راجعون } أي: لأنهم يوقنون أنهم يرجعون. ومعنى «يَأتون»: يعملون الخيرات وقلوبهم خائفة أن يكونوا مع اجتهادهم مقصِّرين، { أولئك يسارعون في الخيرات } وقرأ أبو المتوكل، وابن السميفع: «يُسْرِعون» برفع الياء وإسكان السين وكسر الراء من غير ألف. قال الزجاج: يقال: أسرعت وسارعت في معنى واحد، إِلا أن «سارعت» أبلغ من «أسرعت»، { وهم لها } أي: من أجلها، وهذا كما تقول: أنا أُكرم فلاناً لك، أي: من أجلك. وقال بعض أهل العلم: الوجل المذكور هاهنا واقع على مُضْمَر.