التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ
٦٧
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٦٨
وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٦٩
-العنكبوت

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَواْ } يعني كفار مكة { أنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } يعني مكة؛ وقد شرحنا هذا المعنى في [القصص:57] { ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حولهم } أي: أن العرب يَسْبي بعضهم بعضاً وأهلُ مكة آمنون { أفبالباطل } وفيه ثلاثة أقوال.

أحدها: الشِّرك، قاله قتادة.

والثاني: الأصنام، قاله ابن السائب.

والثالث: الشيطان، قاله مقاتل.

قوله تعالى: { يُؤْمِنونَ } وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وعاصم الجحدري: { تُؤْمِنونَ وبنِعمة الله تكفُرونَ } بالتاء فيهما.

قوله تعالى: { وبنِعمة الله } يعني: محمداً والإِسلام؛ وقيل: بانعام الله عليهم حين أطعمهم وآمنهم { يكفُرون }، { ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن افترى على الله كَذِباً } أي: زعم أن له شريكاً وأنه أمر بالفواحش { أو كذَّبَ بالحق لمَّا جاءه } يعني محمداً والقرآن { أليس في جهنم مثوىً للكافرين }؟! وهذا استفهام بمعنى التقرير، كقول جرير:

ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا [وأندى العالَمينَ بُطونَ راحِ]

{ والذين جاهَدوا فينا } أي: قاتلوا أعداءنا لأجلنا { لَنَهْدِيَنَّهم سُبُلَنا } أي: لَنُوَفّقَنَّهم لإِصابة الطريق المستقيمة؛ وقيل: لَنَزِيدنَّهم هِدايَة { وإِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ } بالنُّصرة والعون. قال ابن عباس: يريد بالمُحْسِنِين: الموحِّدين؛ وقال غيره: يريد المجاهدين. وقال ابن المبارك: من اعتاصت عليه مسألة، فليسأل أهل الثُّغور عنها، لقوله: { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }.