قوله تعالى: { وما محمد إلا رسول } قال ابن عباس: صاح الشيطان يوم أُحد: قتل محمد. فقال قوم: لئن كان قتل لنعطينهم بأيدينا إنهم لعشائرنا وإخواننا، ولو كان محمد حياً لم نهزم، فترخصوا في الفرار، فنزلت هذه الآية. وقال الضحاك: قال قوم من المنافقين: قتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول، فنزلت هذه الآية. وقال قتادة: قال أناس: لو كان نبياً ما قُتل، وقال ناسٌ من عِلْيَة أصحاب رسول الله: قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى تلحقوا به، فنزلت هذه الآية. ومعنى الآية: أنه يموت كما ماتت قبله الرُّسل، أفإن مات على فراشه، أو قتل كمن قتل قبله من الأنبياء، أتنقلبون على أعقابكم؟! أي: ترجعون إلى ما كنتم عليه من الكفر؟! وهذا على سبيل المثل، يقال لكل من رجع عما كان عليه: قد انقلب على عقبيه، وأصله: رجعة القهقرى، والعقب: مؤخر القدم.
قوله تعالى: { فلن يضر الله شيئاً } أي: لن ينقص الله شيئاً برجوعه، وإنما يضر نفسه. { وسيجزي } أي: يثيب الشاكرين، وفيهم ثلاثة أقوال.
أحدها: أنهم الثابتون على دينهم، قاله علي رضي الله عنه، وقال: كان أبو بكر أمير الشاكرين.
والثاني: أنهم الشاكرون على التوفيق والهداية.
والثالث: على الدين.