التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٤٢
-آل عمران

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { وإِذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك } قال جماعة من المفسرين: المراد بالملائكة: جبريل وحده. وقد سبق معنى الاصطفاء. وفي المراد بالتطهير هاهنا أربعة أقوال.

أحدها: أنه التطهير من الحيض، قاله ابن عباس. وقال السدي: كانت مريم لا تحيض. وقال قوم: من الحيض والنفاس.

والثاني: من مس الرجال، روي عن ابن عباس أيضاً.

والثالث: من الكفر، قاله الحسن، و مجاهد.

والرابع: من الفاحشة والإثم، قاله مقاتل. وفي هذا الاصطفاء الثاني: أربعة أقوال.

أحدها: أنه تأكيد للأول. والثاني: أن الأول للعبادة، والثاني: لولادة عيسى عليه السلام. والثالث: أن الاصطفاء الأول اختيار مبهمَ، وعموم يدخل فيه صوالح من النساء، فأعاد الاصطفاء لتفضيلها على نساء العالمين.

والرابع: أنه لما أطلق الاصطفاء الاول، أبان بالثاني أنها مصطفاة على النساء دون الرجال. قال ابن عباس، والحسن، وابن جريج: اصطفاها على عالمي زمانها. قال ابن الأنباري: وهذا قول الأكثرين.