قوله تعالى: { يُبْلِسُ المجرمون } قد شرحنا الإِبلاس في [الأنعام:44].
قوله تعالى: { وَلمْ يكُن لهم من شركائهم } أي: [من] أوثانهم التي عبدوها { شفعاء } في القيامة { وكانوا بشركائهم كافرين } يتبرَّؤون منها وتتبرَّأ منهم.
قوله تعالى: { يومَئذ يتفرَّقون } وذلك بعد الحساب ينصرف قوم إِلى الجنة، وقوم إِلى النار.
قوله تعالى: { فهُم في روضة } الرَّوضة: المكان المخضرُّ من الأرض؛ وإِنَّما خصَّ الروضة، لأنها كانت أعجب الأشياء إِلى العرب؛ قال أبو عبيدة: ليس شيءٌ عند العرب أحسنَ من الرياض المُعْشِبة ولا أطيبَ ريحاً، قال الأعشى:
مَا رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الحَزْنِ مُعْشِبَةٌ خَضْرَاءُ جادَ عَلَيْهَا مُسْبِلٌ هَطِلُ
يَوْماً بأطْيَبَ مِنْها نَشْرَ رائحَةٍ وَلا بأحْسَنَ مِنْها إِذ دَنا الأُصُلُ
قال المفسرون: والمراد بالروضة: رياض الجنة. وفي معنى { يُحْبَرون } أربعة أقوال.
أحدها: يُكْرَمون، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: يَنْعَمون، قاله مجاهد، وقتادة. قال الزجاج: والحَبْرَة في اللغة: كل نَغْمَةَ حسنَة.
والثالث: يفرحون، قاله السدي. وقال ابن قتيبة: { يُحْبَرون }: يُسَرُّون، والحَبْرَة: السُّرور.
والرابع: أن الحَبْر: السَّماع في الجنة، فاذا أخذ أهل الجنة في السماع، لم تبق شجرة إِلاَّ ورَّدت، قاله يحيى بن أبي كثير. وسئل يحيى بن معاذ: أيّ الأصوات أحسن؟ فقال: مزامير أُنس، في مقاصير قُدس، بألحان تحميد، في رياض تمجيد
{ في مَقْعَد صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر } [القمر:55]. قوله تعالى: { فأولئك في العذاب مُحْضَرون } أي: هم حاضرون العذاب أبداً لا يخفَّف عنهم.