التفاسير

< >
عرض

وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
١٠
قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١١
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ
١٢
-السجدة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { وقالوا } يعني منكري البعث { أإِذا ضَلَلْنا في الأرض } وقرأ عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين، وجعفر بن محمد، وأبو رجاء، وأبو مجلز، وحميد، وطلحة: { ضَلِلْنَا } بضاد معجمة مفتوحة وكسر اللام الأولى. قال الفراء: ضَلَلْنَا وضَلِلْنَا لغتان، والمعنى: إِذا صارت عظامنا ولحومنا تراباً كالأرض؛ تقول ضَلَّ الماءُ في اللَّبَن، وضل الشيء في الشيء: إِذا أخفاه وغلب عليه. وقرأ أبو نهيك، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة: { ضُلِّلْنَا } [بضم] الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى وكسرها. وقرأ الحسن، وقتادة، ومعاذ القارىء: { صَلَلْنَا } بصاد غير معجمة مفتوحة، وذكر لها الزجاج معنيين.

أحدهما: أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتغيَّرَت صُوَرُنا؛ يقال: صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ: إِذا أنتن وتغيَّر.

والثاني: صِرْنَا من جنس الصَّلَّة، وهي الأرض اليابسة.

قوله تعالى: { أإِئنَّا لفي خَلْق جديد }؟! هذا استفهام إِنكار.

قوله تعالى: { الذي وُكِّل بِكُم } أي: بقبض أرواحكم { ثُمَّ إِلى ربِّكم تُرْجَعُون } يوم الجزاء.

ثم أخبر عن حالهم في القيامة فقال: { ولو ترى إِذِ المجْرِمون ناكِسو رؤوسِهم } أي: مُطأطئوها حياءً وندماً، { ربَّنا } فيه إِضمار { يقولون ربَّنا } { أبصَرْنا وسَمِعْنا } أي: عَلِمْنا صِحَّة ما كنَّا به مكذِّبين { فارْجِعنا } إِلى الدنيا؛ وجواب «لو» متروك تقديره: لو رأيتَ حالهم لرأيتَ ما يُعتبر به، ولشاهدت العَجَب.