قوله تعالى: { يا أيَّها النَّاس اذكُروا نعمة الله عليكم } قال المفسرون: الخطاب لأهل مكة، و { اذكُروا } بمعنى: «احفظوا»، ونعمة الله عليهم: إِسكانهم الحَرَم ومنع الغارات عنهم.
{ هل مِنْ خالقٍ غيرُ الله } وقرأ حمزة والكسائي: { غيرِ الله } بخفض الراء؛ قال أبو علي: جعلاه صفة على اللفظ، وذلك حَسَنٌ لإِتباع الجرِّ. وهذا استفهام تقرير وتوبيخ؛ والمعنى: لا خالق سواه { يرزُقُكم من السماء } المطر (و) من { الأرض } النبات. وما بعد هذا قد سبق بيانه [الأنعام:95، آل عمران:184، البقرة:210، لقمان:33] إِلى قوله: { إِنَّ الشيطان لكم عَدُوٌّ } أي: إِنه يريد هلاككم { فاتَّخِذوه عَدُوّاً } أي: أنزِلوه من أنفُسكم منزلة الأعداء، وتجنَّبوا طاعته { إِنَّما يدعو حِزبه } أي: شيعته إِلى الكفر { لِيكونوا من أصحاب السَّعير }.