التفاسير

< >
عرض

يسۤ
١
وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ
٢
إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٣
عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٤
تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ
٥
لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ
٦
-يس

زاد المسير في علم التفسير

وفي قوله: (يس) خمسة أقوال.

أحدها: أن معناها: يا إنسان، بالحبشية، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومقاتل.

والثاني: أنها قَسَم أقسم اللهُ به، وهو من أسمائه، رواه عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثالث: أن معناها: يا محمد، قاله ابن الحنفية، والضحاك.

والرابع: أن معناها: يا رجُل، قاله الحسن.

والخامس: اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.

وقرأ الحسن، وأبو الجوزاء: "يس" بفتح الياء وكسر النون. وقرأ أبو المتوكل، وأبو رجاء، وابن أبي عبلة: بفتح الياء والنون جميعاً. وقرأ أبو حصين الأسدي: بكسر الياء وإظهار النون. قال الزجاج: والذي عند أهل العربية أن هذا بمنزلة افتتاح السُّوَر، وبعض العرب يقول: { يسنَ والقرآن } بفتح النون. وهذا جائز في العربية لوجهين.

أحدهما: أن «يس» اسم للسورة، فكأنه قال: اتْلُ يس، وهو على وزن هابيل وقابيل لا ينصرف. والثاني: أنهُ فتح لالتقاء الساكنين، والتسكين أجود، لأنه حرف هجاء.

قوله تعالى: { والقرآن الحكيم } هذا قَسَم، وقد سبق معنى "الحكيم" [البقرة: 32]، قال الزجّاج: وجوابه: { إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ }؛ وأحسنُ ما جاء في العربيّة أن يكون "لَمِنَ المَُرْسَلِينَ" خبر "إنَّ"، ويكون قوله: { على صِراطٍ مستقيمٍ } خبراً ثانياً، فيكون المعنى: إِنَكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ، إِنَّكَ على صِراطٍ مستقيم. ويجوز أن يكون { على صِراطٍ } من صلة { المُرْسَلِين }، فيكون المعنى: إِنَكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ الذين أُرسِلوا على طريقة مستقيمة.

قوله تعالى: { تنزيلَ العزيزِ } قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: { تنزيلُ } برفع اللام. وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي: { تنزيلَ } بنصب اللام. وعن عاصم كالقراءتين. قال الزجاج: من قرأ بالنصب، فعلى المصدر، على معنى: نزَّل اللهُ ذلك تنزيلاَ، ومن قرأ بالرفع، فعلى معنى: الذي أُنزلَ إليكَ تنزيلُ العزيز. وقال الفراء: من نصب، أراد إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ تنزيلاً حَقاَ مُنزَلاً ويكون الرفع على الاستئناف، كقوله: { ذلك تنزيل العزيز } وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو رزين، وأبو العالية، والحسن، والجحدري: { تنزيلِ } بكسر اللام. وقال مقاتل: هذا القرآن تنزيل العزيز في ملكه، الرحيمِ بخَلْقه.

قوله تعالى: { لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤهم } في "ما" قولان.

أحدهما: أنها نفي، وهو قول قتادة والزجاج في الأكثرين.

والثاني: أنها بمعنى "كما"، قاله مقاتل. وقيل: هي بمعنى "الذي".

قوله تعالى: { فَهُمْ غافلون } أي: عن حُجج التوحيد وأدلة البعث.