قوله تعالى: { وإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشمأزَّتْ قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: انقبضتْ عن التوحيد، قاله ابن عباس، ومجاهد.
والثاني: استكبرتْ، قاله قتادة. والثالث: نَفَرتْ، قاله أبو عبيدة، والزجاج.
قوله تعالى: { وإِذا ذُكِرَ الذين مِنْ دُونِه } يعني الأصنام { إذا هُمْ يَسْتَبْشِرونَ } يفرحون. وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [الأنعام: 14ـ 73] [البقرة: 113] [الرعد:18] إِلى قوله { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يَحْتَسِبون }. قال السدي: ظَنَّوا أنّ أعمالَهم حسناتٍ، فبدت لهم سيئات. وقال غيره: عَمِلوا أعمالاً ظنُّوا أنَّها تنفعُهم، فلم تنفع مع شِركهم. قال مقاتل: ظهر لهم حين بُعثوا مالم يحتَسِبوا أنَّه نازلٌ بهم؛ فهذا القول يحتمل وجهين:
أحدهما: أنَّهم كانوا يرجون القُرْبَ من الله بعبادة الأصنام، فلمّا عُوقِبوا عليها، بدا لهم ما لم يكونوا يحتَسِبون.
والثاني: أنَّ البعثَ والجزاءَ لم يكن في حسابهم، وروي عن محمد بن المنكدر أنه جَزِع عند الموت وقال: أخشى هذه الآية أن يبدو لي مالا أحتَسِب.
قوله تعالى: { وحاقَ بهم } أي: نزل بهم { ما كانوا به يستهزؤنَ } أي: ما كانوا يُنْكِرونه ويكذِّبون به.