التفاسير

< >
عرض

مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ
٤
كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٥
وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ
٦
-غافر

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { ما يُجادِلُ في آيات الله } أي: ما يُخاصم فيها بالتكذيب لها ودفعها بالباطل { إلا الذين كَفَروا } وباقي الآية في [آل عمران: 196]؛ والمعنى: إنّ عاقبة أمرهم إلى العذاب كعاقبة مَنْ قَبْلَهم.

قوله تعالى: { وهَمَّتْ كُلُّ أُمَّة برسولهم لِيَأخُدوه } فيه قولان:

أحدهما: ليقتُلوه، قاله ابن عباس، وقتادة.

والثاني: ليحبِسوه ويعذِّبوه، ويقال للأسير: أخيذٌ، حكاه ابن قتيبة. قال الأخفش: وإِنما قال: "ليأخُذوه" فجمع على الكلِّ، لأن الكلَّ مذكَّر ومعناه معنى الجماعة. وما بعد هذا مفسَّر في [الكهف: 56] إلى قوله { فأَخَذْتُهم } أي: عاقَبْتُهم وأهلكتُهم { فكيف كان عِقابِ } استفهام تقرير لعقوبتهم الواقعة بهم. { وكذلك } أي: مِثْل الذي حَقَّ على الأُمم المكذِّبة { حَقَّتْ كَلِمةُ ربِّكَ } بالعذاب، وهي قوله { { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَّ } [الأعراف: 18] على الذين كفروا من قومك. وقرأ نافع، وابن عامر: { حَقَّتْ كَلِماتُ ربِّكَ }، { أنهم } قال الأخفش: لأنهم أو بأنهم { أصحابُ النَّارِ }.