التفاسير

< >
عرض

إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ
٤٧
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ
٤٨
-فصلت

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { إِليه يُرَدُّ عِلْمُ السّاعة } سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرنا عن السّاعة إن كنتَ رسولاً كما تزعم، قاله مقاتل. ومعنى الآية: لا يَعْلَم قيامَها إلا هو، فإذا سُئل عنها فِعلْمُها مردودٌ إِليه.

{ وما تَخْرُج من ثمرةٍ } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: "من ثمرةٍ". وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: "من ثمراتٍ" على الجمع { مِنْ أكمامها } أي: أوعيتها. قال ابن قتيبة: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترةً، وغلاف كل شيء: كُمُّه، وإِنما قيل: كُمُّ القميص، من هذا. قال الزجاج: الأكمام: ما غَطَّى، وكلُّ شجرة تُخْرِج ماهو مُكَمَّم فهي ذات أكمام، وأكمامُ النخلة: ما غطَّى جُمَّارَها من السَّعَفِ والليف والجِذْع، وكلُّ ما أخرجتْه النخلة فهو ذو أكمام، فالطَّلْعة كُمُّها قشرها، ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة: كُمَّة، لأنها تُغَطِّي الرأْس، ومن هذا كُمّا القميص، لأنهما يغطِّيان اليدين.

قوله تعالى: { ويومَ يُناديهم } أي: ينادي اللهُ تعالى المشركين { أين شركائِي } الذين كنتم تزعُمون { قالوا آذَنّاكَ } قال الفراء، وابن قتيبة: أعلمناكَ، وقال مقاتل: أسمعناكَ { ما مِنّا من شهيدٍ } فيه قولان.

أحدهما: أنه من قول المشركين؛ والمعنى: ما مِنّا مِنْ شهيد بأنَّ لكَ شريكاً، فيتبرَّؤون يومئذ ممّا كانوا يقولون، هذا قول مقاتل.

والثاني: [أنه] من قول الآلهة التي كانت تُعبد؛ والمعنى: ما مِنّا من شهيد لهم بما قالوا، قاله الفراء، وابن قتيبة.

قوله تعالى: { وضَلَّ عنهم } أي: بََطَلَ عنهم في الآخرة { ما كانوا يَدْعُونَ } أي: يعبُدون في الدنيا، { وظنُّوا } أي: أيقنوا { ما لهم مِنْ مَحيصٍ } وقد شرحنا المحيص في سورة [النساء: 121].