التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
عۤسۤقۤ
٢
كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ
٤
تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
٥
وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ
٦
-الشورى

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { حم } قد سبق تفسيره [المؤمن].

قوله تعالى: { عسق } فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه قَسَمٌ أقسم اللهُ به، وهو من أسمائه، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثاني: أنه حروف من أسماء؛ ثم فيه خمسة أقوال:

أحدها: أن العين عِلْم الله، والسين سناؤه، والقاف قُدرته، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال الحسن.

والثاني: أن العين فيها عذاب، والسين فيها مسخ، والقاف فيها قذف، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس.

والثالث: أن الحاء من حرب، والميم من تحويل مُلك، والعين من عدوّ مقهور، والسين استئصال بسِنين كسِنيّ يوسف، والقاف من قُدرة الله في ملوك الأرض، قاله عطاء.

والرابع: أن العين من عالم، والسين من قُدُّوس، والقاف من قاهر، قاله [سعيد] بن جبير.

والخامس: أن العين من العزيز، والسين من السلام، والقاف من القادر، قاله السدي.

والثالث: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.

قوله تعالى: { كذلكَ يُوحِي إِليكَ } فيه أربعة أقوال:

أحدها: أنه كما أوحيتُ "حم عسق" إلى كلِّ نبيّ، كذلك نوحيها إليك، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: كذلك نوحي إليك أخبار الغيب كما أوحينا إلى مَنْ قَبْلَكَ، رواه عطاء عن ابن عباس.

والثالث: أن "حم عسق" نزلت في أمر العذاب، فقيل: كذلك نُوحِي إليكَ أن العذاب نازلٌ بمن كذَّبك كما أوحينا ذلك إلى مَنْ كان قَبْلَكَ، قاله مقاتل.

والرابع: أن المعنى: هكذا نوحي إليكَ، قاله ابن جرير.

وقرأ ابن كثير: "يُوحَى" بضم الياء وفتح الحاء. كأنه إذا قيل: مَن يوحي؟ قيل: الله. وروى أبان عن عاصم: "نوحي" بالنون وكسر الحاء.

{ تَكادُ السَّماوات يَتَفَطَّرْنَ } قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة: { تكاد } بالتاء { يَتَفَطَّرْنَ } بياء وتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها. وقرأ نافع، والكسائي: { يكاد } بالياء { يَتَفَطِّرْنَ } مثل قراءة ابن كثير. وقرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: { تكاد } بالتاء { يَنْفَطِرْنَ } بالنون وكسر الطاء وتخفيفها، أي: يَتَشَقَّقْنَ { مِنْ فَوْقِهِنَّ } أي: من فوق الأَرضِين من عَظَمة الرحمن؛ وقيل: من قول المشركين: "اتخذ الله ولداً". ونظيرها [التي] في [مريم: 90].

{ والملائكةُ يسبِّحونَ بحمد ربِّهم } قال بعضهم: يصلُّون بأمر ربِّهم؛ وقال بعضهم: ينزِّهونه عمّا لا يجوز في صفته { ويَستغفرون لِمَنْ في الأرض } فيه قولان.

أحدهما: أنه أراد المؤمنين، قاله قتادة، والسدي.

والثاني: أنهم كانوا يستغفرون للمؤمنين، فلمّا ابتُليَ هاروت وماروت استغفروا لِمَن في الأرض.

ومعنى استغفارهم: سؤالهم الرِّزق لهم، قاله ابن السائب. وقد زعم قوم منهم مقاتل أن هذه الآية منسوخة بقوله: { { ويَستغفرون للذين آمنوا } } [غافر: 7] وليس بشيءٍ، لأنهم إنَّما يَستغفرون للمؤمنين دون الكفار، فلفظ هذه الآية عامّ، ومعناها خاصّ، ويدل على التخصيص قوله: { { ويستغفرون للذين آمنوا } [غافر: 7] لأن الكافر لا يستحق أن يُستغفَر له.

قوله تعالى: { والذين اتَّخَذوا مَنْ دونه أولياءَ } يعني كفار مكة اتَّخَذوا آلهة فعبدوها من دونه { اللهُ حفيظٌ عليهم } أي: حافِظٌ لأعمالهم ليجازيَهم بها { وما أنت عليهم بوكيل } أي: لم نوكِّلْكَ بهم فتؤخَذَ بهم. وهذه الآية عند جمهور المفسرين منسوخة بآية السيف، ولا يصح.