قوله تعالى: { وإِذا قيل إِنَّ وَعْدَ الله } بالبعث { حَقُّ } أي: كائن { والساعةُ } قرأ حمزة: "والساعةَ" بالنصب "لا رَيْبَ فيها" أي: كائنة بلا شك { قُلْتُم ما نَدري ما السّاعةُ } أي: أنكرتموها { إِنْ نَظُنُّ إِلاّ ظَنّاً } أي: ما نعلم ذلك إلا ظنّاً وحَدْساً، ولا نَسْتْيِقنُ كونَها.
وما بعد هذا قد تقدم [الزمر: 48] إِلى قوله: { وقيل الْيومَ نَنْساكم } أي: نتركُكم في النار { كما نَسيتم لقاءَ يومكم هذا } أي: كما تَركتُم الإِيمانَ والعملَ للقاء هذا اليوم.
{ ذلكم } الذي فَعَلْنا بكم { بأنَّكم اتخَّذتم آياتِ اللهِ هُزُواً } أي: مهزوءاً بها { وغرَّتكم الحياةُ الدُّنيا } حتى قلتم: إِنه لا بَعْثَ ولا حساب { فاليومَ لا يُخْرَجُونَ } وقرأ حمزة، والكسائي: "لا يَخْرُجُونَ" بفتح الياء وضم الراء، وقرأ الباقون: ["لا يُخْرَجُونَ"] بضم الياء وفتح الراء { منها } أي: من النار { ولا هم يُسْتَعْتَبُونَ } أي: لا يُطلب منهم أن يَرْجِعوا إِلى طاعة الله عز وجل، لأنه ليس بحين توبة ولا اعتذار.
قوله تعالى: { وله الكِبرياءُ } فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: السُّلطان، قاله مجاهد.
والثاني: الشَّرَف، قاله ابن زيد.
والثالث: العَظَمة، قاله يحيى بن سلام، والزجاج.