قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى } قال ابن عباس: معناه: وإِذ يقول.
قوله تعالى: { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } في تذكيره النعم فائدتان.
إِحداهما: إِسماع الأمم ما خصه به من الكرامة.
والثانية: توكيد حجَّته على جاحده. ومن نعمه على مريم أنه اصطفاها وطهرها، وأتاها برزقها من غير سبب. وقال الحسن: المراد بذكر النعمة: الشكر. فأما النعمة، فلفظها لفظ الواحد، ومعناها الجمع. فإن قيل: لم قال هاهنا: { فتنفخ فيها } وفي (آل عمران) «فيه»؟ فالجواب: أنه جائِز أن يكون ذكر الطير على معنى الجميع، وأنَّث على معنى الجماعة، وجاز أن يكون «فيه» للطير، «وفيها» للهيأة، ذكره أبو علي الفارسي.
قوله تعالى: { إِن هذا إِلا سحرٌ مبين } قرأ ابن كثير، وعاصم هاهنا، وفي { هود } و { الصف } { إِلا سحرٌ مبين }، وقرأ في { يونس } { لَساحرٌ مبين } بألف. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، الأربعة { سحرٌ مبين } بغير ألف، فمن قرأ «سحر» أشار إِلى ما جاء به، ومن قرأ «ساحر»، أشار إِلى الشخص.