التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ
٥٣
-المائدة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { ويقول الذين آمنوا } قرأ أبو عمرو، بنصب اللام على معنى: وعسى أن يقول. ورفعه الباقون، فجعلوا الكلام مستأنفاً. وقرأ ابن كثير، ونافع وابن عامر: يقول، بغير واو، مع رفع اللام، وكذلك في مصاحف أهل مكة والمدينة. قال المفسرون: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير، اشتد ذلك على المنافقين، وجعلوا يتأسفون على فراقهم، وجعل المنافق يقول لقريبه المؤمن إِذا رآه جادّاً في معاداة اليهود: أهذا جزاؤهم منك، طال والله ما أشبعوا بطنك؟ فلما قُتلت قريظة، لم يُطق أحدٌ من المنافقين ستر ما في نفسه، فجعلوا يقولون: أربعمئة حُصِدوا في ليلةٍ، فلما رأى المؤمنون ما قد ظهر من المنافقين، قالوا: { أهؤلاء } يعنون المنافقين { الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم } قال ابن عباس: أغلظوا في الأيمان. وقال مقاتل: جهد أيمانهم: القسم بالله. وقال الزجاج: اجتهدوا في المبالغة في اليمين { إِنهم لمعكم } على عدوكم { حبطت أعمالهم } بنفاقهم.