التفاسير

< >
عرض

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ
٢٦
وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ
٢٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٨
يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
٢٩
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٠
-الرحمن

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { كُلُّ مَنْ عليها فانٍ } أي: على الأرض، وهي كناية عن غير المذكور، «فانٍ» أي؛ هالكٌ.

{ ويَبقى وجهُ ربِّكَ } أي: ويبقى ربُّكَ { ذو الجلال والإكرام } قال أبو سليمان الخطابي: الجلال: مصدر الجليل، يقال: جليل بَيِّن الجلالة والجلال. والإكرام: مصدر أكرمَ يُكْرِم إكراماً؛ والمعنى أن الله تعالى مستحِق أن يُجَلَّ ويُكْرَم، ولا يُجحَد ولا يُكْفَر به، وقد يحتمل أن يكون المعنى: أنه يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم؛ وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين ـ وهو الجلال ـ مضافاً إلى الله تعالى بمعنى الصفة له، والآخر مضافاً إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله تعالى: { { هو أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغْفِرة } [المدثر: 56] فانصرف أحد الأمرين إلى الله وهو المغفرة، والآخر إلى العباد وهو التقوى.

قوله تعالى: { يسألُه من في السموات والأرضِ } المعنى أن الكل يحتاجون إليه فيسألونه وهو غنيٌّ عنهم { كُلَّ يومٍ هو في شأنٍ } مثل أن يُحيي ويُميت، ويُعِزّ ويُذِلّ، ويشفي مريضاً، ويُعطي سائلاً، إلى غير ذلك من أفعاله. وقال الحسين بن الفضل: هو سَوق المقادير إِلى المواقيت. قال مقاتل: وسبب نزول هذه الآية أن اليهود قالت: إن الله لا يقضي في يوم السبت شيئاً، فنزلت: «كُلَّ يومٍ هو في شأنٍ».