التفاسير

< >
عرض

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٤
-الجمعة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { هو الذي بعث في الأميين } يعني: العرب، وكانوا لا يكتبون وقد شرحنا هذا المعنى في [البقرة:78] { رسولاً } يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم { منهم } أي: من جنسهم ونسبهم.

فإن قيل: فما وجه الامتنان في أنه بعث نبياً أمياً؟

فعنه ثلاثة أجوبة.

أحدها: لموافقة ما تقدَّمت البشارة [به في كتب] الأنبياء.

والثاني: لمشاكلة حاله لأحوالهم، فيكون أقرب لموافقتهم.

والثالث: لئلا يظن به أنه يعلم كتب من قبله. وما بعد هذا في سورة [البقرة:129]. إلى قوله تعالى: { وإن كانوا من قَبْلُ }، أي: وما كانوا قبل بعثته إلا في { ضلال مبين } بَيِّن، وهو الشرك.

قوله تعالى: { وآخرين منهم } فيه قولان:

أحدهما: وبعث محمداً في آخرين منهم، أي: من الأميين.

والثاني: ويعلم آخرين منهم، ويزكِّيهم. وفي المراد بالآخرين أربعة أقوال:

أحدها: أنهم العجم، قاله ابن عمر، وسعيد بن جبير، وهي رواية ليث عن مجاهد. فعلى هذا إِنما قال: «منهم»، لأنهم إِذا أسلموا صاروا منهم، إذ المسلمون يد واحدة، وملَّةٌ واحدة.

والثاني: أنهم التابعون، قاله عكرمة، ومقاتل.

والثالث: جميع من دخل في الإسلام إِلى يوم القيامة، قاله ابن زيد، وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد.

والرابع: أنهم الأطفال، حكاه الماوردي.

قوله تعالى: { لما يلحقوا بهم } أي: لم يلحقوا بهم.

قوله تعالى: { ذلك فضل الله } يعني: الإسلام والهدى { والله ذو الفضل العظيم } بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم.