التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
٥
سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ
٦
هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ
٧
يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٨
-المنافقون

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { وإذا قيل لهم تعالَوْا يستغفر لكم رسول الله } قد بيَّنَّا سببه في نزول السورة { لوَّوْا رؤوسهم } وقرأ نافع، والمفضل عن عاصم، ويعقوب: «لَوَوْا» بالتخفيف. واختار أبو عبيدة التشديد. وقال: لأنهم فعلوا ذلك مرَّة بعد مرَّة. قال مجاهد: لما قيل لعبد الله بن أُبَيٍّ: تعال يستغفر لك رسول الله لوّى رأسه، قال: ماذا قلتَ؟ وقال مقاتل: عطفوا رؤوسهم رغبة عن الاستغفار. وقال الفراء: حَرَّكوها استهزاءً بالنبي وبدعائه.

قوله تعالى: { ورأيتهم يَصُدُّون } أي: يعرضون عن الاستغفار. { وهم مستكبرون } أي: متكبِّرون عن ذلك. ثم ذكر أن استغفاره لهم لا ينفعهم. بقوله تعالى: { سواءٌ عليهم أستغفرتَ لهم } وقرأ أبو جعفر: { آستغفرت } بالمدِّ.

قوله تعالى: { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله } قد بيَّنَّا أنه قول ابن أُبَيٍّ. { ويَنْفَضُّوا } بمعنى: يتفرَّقوا { ولله خزائن السموات والأرض } قال المفسرون: خزائن السموات: المطر، وخزائن الأرض: النبات. والمعنى: أنه هو الرَّزَّاق لهؤلاء المهاجرين، لا أولئك، { ولكن المنافقين لا يفقهون } أي: لا يعلمون أن الله رازقهم في حال إنفاق هؤلاء عليهم { يقولون لئن رجعنا } من هذه الغزوة. وقد تقدم ذكرها وهذا قول ابن أُبَيّ { لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ } يعني: نفسه، وعنى بـ { الأذلِّ } رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ الحسن: «لنُخرِجنَّ» بالنون مضمومة وكسر الراء «الأعزَّ» بنصب الزاي [والأذل منصوب] على الحال [بناءً على جواز تعريف الحال، أو زيادة «أل» فيه، أو بتقدير «مثل»]. المعنى: لنخرجنَّه ذليلاً على أيِّ حال ذلّ. والكل نصبوا «الأذل» فرد الله عز وجل عليه فقال: { ولله العزَّة } وهي: المَنَعة والقوّة { ولرسوله وللمؤمنين } بإعزاز الله ونصره إياهم { ولكن المنافقين لا يعلمون } ذلك.