قوله تعالى: { إن الذين عند ربك } يعني: الملائكة { لا يستكبرون } أي: لا يتكبَّرون ويتعظَّمون { عن عبادته } وفي هذه العبادة قولان.
أحدهما: الطاعة. والثاني: الصلاة والخضوع فيها.
وفي قوله: { ويسبحونه } قولان.
أحدهما: ينزِّهونه عن السوء.
والثاني: يقولون سبحان الله.
قوله تعالى: { وله يسجدون } أي: يصلّون. وقيل: سبب نزول هذه الآية أن كفار مكة قالوا: أنسجد لما تأمُرنا؟ فنزلت هذه الآية، تخبر أن الملائكة، وهم أكبر شأناً منكم، لا يتكبَّرون عن عبادة الله. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويله، أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرتُ بالسجود فعصيت فلي النار" .