قوله تعالى: { فتولى عنهم } يقول: انصرف صالح عنهم بعد عقر الناقة، لأن الله تعالى أوحى إليه أن اخرُجْ من بين أظهرهم، فاني مهلكهم. وقال قتادة: ذكر لنا أن صالحاً أسمع قومَه كما أسمع نبيكم قومَه، يعني: بعد موتهم.
قوله تعالى: { أتأتون الفاحشة } يعني: إتيان الرجال. { ما سبقكم بها من أحد } قال عمرو بن دينار: ما نزا ذكَر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم لوط. وقال بعض اللغويين: لوط: مشتق من لطت الحوض: إذا ملسته بالطين. قال الزجاج: وهذا غلط، لأنه اسم أعجمي كاسحاق، ولا يقال: إنه مشتق من السحق وهو البعد.
قوله تعالى: { إنكم لتأتون الرجال } هذا استفهام إنكار. والمسرف: المجاوز ما أُمر به. وقوله تعالى: { أخرجوهم من قريتكم } يعني: لوطاً وأتباعه المؤمنين { إنهم أُناس يتطهرون } قال ابن عباس: يتنزَّهون عن أدبار الرجال وأدبار النساء.