التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
١١
وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ
١٢
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
١٣
وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ
١٤
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً
١٥
وَأَكِيدُ كَيْداً
١٦
فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً
١٧
-الطارق

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { والسماء ذات الرَّجع } أي: ذات المطر، وسمي المطر رجعاً لأنه يجيء ويرجع ويتكرَّر { والأرض ذات الصَّدْع } أي: ذات الشقّ. وقيل لها هذا، لأنها تتصدَّع وتتشقَّق بالنبات، هذا قول المفسرين وأهل اللغة في الحرفين.

قوله تعالى: { إنه لقول فصل } يعني به القرآن، وهذا جواب القسم. والفصل: الذي يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما { وما هو بالهَزْل } أي: بالَّلعِب. والمعنى: إنه جِدٌّ، ولم ينزل بالَّلعِب. وبعضهم يقول: الهاء، في «إنه» كناية عن الوعيد المتقدم ذكره.

قوله تعالى: { إنهم } يعني مشركي مكة { يكيدون كيداً } [أي: يحتالون] وهذا الاحتيال المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمعوا في دار الندوة، { وأكيد كيداً } أي: أُجازيهم [على كيدهم] بأن أستدرجهم من حيث لا يعلمون، فأنتقم منهم في الدنيا بالسيف، وفي الآخرة بالنار. { فمهِّل الكافرين } هذا وعيد من الله لهم. ومَهِّل وأَمْهِل لغتان جمعتا هاهنا. ومعنى الآية: مهِّلهم قليلاً حتى أهلكهم، ففعل الله ذلك بِبَدْر، ونسخ الإمهال بآية السيف. قال ابن قتيبة: ومعنى «رويداً» مهلاً، ورويدَك بمعنى أمهل. قال تعالى: { فمهل الكافرين أمهلهم رويداً } أي: أمهلهم قليلاً، فإذا لم يتقدمها «أمهلهم» كانت بمعنى «مهلاً». ولا يتكلم بها إلا مصغرة ومأموراً بها، وجاءت في الشعر بغير تصغير في غير معنى الأمر.

قال الشاعر:

كأنها مِثْلُ مَنْ يمشي على رُودِ

أي: على مهل.