التفاسير

< >
عرض

أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ
١٣
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ
١٤
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٥
-التوبة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { ألا تقاتلون قوماً } قال الزجاج: هذا على وجه التوبيخ، ومعناه: الحضّ على قتالهم. قال المفسرون: وهذا نزل في نقض قريش عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاهدهم بالحديبية حيث أعانوا على خزاعة.

وفي قوله: { وهمُّوا باخراج الرسول } قولان.

أحدهما: أنهم أبو سفيان في جماعة من قريش، كانوا فيمن همَّ باخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة.

والثاني: انهم قوم من اليهود، غدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقضوا عهده وهمَّوا بمعاونة المنافقين على إخراجه من المدينة.

قوله تعالى: { وهم بدؤوكم أول مرة } فيه قولان.

أحدهما: بدؤوكم باعانتهم على حلفائكم، قاله ابن عباس.

والثاني: بالقتال يوم بدر، قاله مقاتل.

قوله تعالى: { أتخشَونهم } قال الزجاج: أتخشون أن ينالكم من قتالهم مكروه؟! فمكروه عذاب الله أحق أن يُخشى إن كنتم مصدِّقين بعذابه وثوابه.

قوله تعالى: { ويشف صدور قوم مؤمنين } قال ابن عباس، ومجاهد: يعني: خزاعة.

قوله تعالى: { ويُذْهِبْ غيظ قلوبهم } أي: كَربها، وَوجْدها بمعونة قريشٍ بني بكر عليها.

قوله تعالى: { ويتوبُ الله على من يشاء } قال الزجاج: هو مستأنف، وليس بجواب { قاتِلوهم } وفيمن عُنِي به قولان.

أحدهما: بنو خزاعة، والمعنى: ويتوب الله على من يشاء من بني خزاعة، قاله عكرمة.

والثاني: أنه عام في المشركين كما تاب على أبي سفيان، وعكرمة، وسهيل. { والله عليم } بنيَّات المؤمنين، { حكيم } فيما قضى.