التفاسير

< >
عرض

سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ
١
-الإسراء

تفسير القرآن

{ سُبْحَانَ }: تنزيه الله ـ تعالى ـ من السوء، أو براءة الله ـ تعالى ـ من السوء. وهو تعظيم لا يصلح لغير الله. أخذ من السبح في التعظيم وهو الجري فيه، وقيل هو هنا تعجيب أي اعجبوا للذي أسرى، لما كان مشاهدة العجب سبباً للتسبيح صار التسبيح تعجباً. ويطلق التسبيح على الصلاة، وعلى الاستثناء { { لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } [القلم: 28]، وعلى النور "سبحات وجهه"، وعلى التنزيه، "سئل الرسول صلى الله عليه سلم عن التسبيح فقال: إنزاه الله ـ تعالى ـ على السوء " . { بِعَبْدِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم. والسرى سير الليل. { الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } الحرم كله، أو المسجد نفسه، سرت روحه وجسده فصلى في بيت المقدس بالأنبياء ثم عرج إلى السماء ثم رجع إلى المسجد الحرام فصلى به الصبح آخر ليلته، أو لم يدخل القدس ولم ينزل عن البراق حتى عرج به ثم عاد إلى مكة، أو أسرى بروحه دون جسده فكانت رؤيا من الله ـ تعالى ـ صادقة: { الأَقْصَا } لبعده من المسجد الحرام. { بَارَكْنَا } بالثمار ومجرى الأنهار، أو بمن جُعل حوله من الأنبياء والصالحين { مِنْ ءَايَاتِنَا } عجائبنا، أو من أريهم من الأنبياء حتى وصفهم واحداً واحداً { السَّمِيعُ } لتصديقهم بالإسراء وتكذيبهم { الْبَصِيرُ } بما فعل من الإسراء والمعراج.