التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ
١٤
-سبأ

تفسير القرآن

{ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ } وقف في المحراب يصلي متوكئاً على عصاهُ فمات وبقي قائماً على العصا سنة وكان سأل ربه أن لا يعلم الجن موته إلا بعد سنة لأنه كان قد بقي من إتمام عمارة بيت المقدس سنة، أو لأن الجن ذكرت للإنس أنها تعلم الغيب فطلب ذلك ليلعلم للإنس أن الجن لا يعلمون الغيب مأثور، أو لم يمت إلا على فراشه وكان الباب مغلقاً عليه كعادته في عبادته فأكلت الأرَضَة العتبة بعد سنة فخر الباب ساقطاً وكان سليمان يعتمد على العبتة إذا جلس "ع" { دَآبَّةُ الأَرْضِ } الأرضة "ع" أو دابة تأكل العيدان يقال لها القادح { مِنسَأَتَهُ } العصا بلغة الحبشة، أو مأخوذ من نسأت الغنم إذا سقتها { تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ } المسخرين أنهم لو علموا الغيب { مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ } أو تبينت الإنس أن الجن لو علموا الغيب { مَا لَبِثُواْ فِى الْعَذَابِ } سنة، أو أوهمهم الجن أنهم يعلمون الغيب فدخل عليهم شُبْهة فلما خَرَّ عرفوا كذبهم وزالت الشُّبهة.