التفاسير

< >
عرض

وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً
١٦
لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً
١٧
-الجن

تفسير القرآن

{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ } لو أقاموا على طريق الكفر والضلال { لأَسْقَيْنَاهُم } لأغرقناهم كآل فرعون أو كثرنا الماء لإنبات زروعهم وكثرة أموالهم. { لِّنَفْتِنَهُمْ } بزينة الدنيا أو بالاختلاف بينهم بكثرة المال أو بالعذاب كقولهم { هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } [الذاريات: 13]. { وَمَن يُعْرِضْ } عن قبول القرآن يسلطه عذاباً قاله جماعة. أو لو استقاموا على الهدى والطاعة "ع" { لأَسْقَيْنَاهُم } لهديناهم الصراط المستقيم "ع" أو لأوسعنا عليهم الدنيا أو لأعطيناهم عيشاً رغداً أو مالاً واسعاً { غَدَقاً } عذباً معيناً "ع" أو كثيراً واسعاً قال عمر رضي الله ـ تعالى ـ عنه: حيثما كان الماء كان المال وحيثما كان المال كانت الفتنة { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } في الدنيا بالاختبار أو بتطهيرهم من الكفر أو بأخراجهم من الشدّة والجدب إلى الرخاء والخصب أو لنفتنهم فيه في الآخرة بتخليصهم وإنجائهم من فتنت الذهب إذا خلصت غشه بالنار { { وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً } [طه: 40] خلصناك من فرعون أو نصرفهم عن النار { { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ } [الإسراء: 73] ليصرفونك { وَمَن يُعْرِضْ } منهم عن العمل بالقرآن. { عَذَاباً صَعَداً } جب في النار أو جبل فيها إذا وضع عليه يده أو رجله ذابت فإذا رفعها عادت. مأثور أو مشقة من العذاب "أو عذاب لا راحة فيه أو صخرة في النار يكلفون صعودها على وجوههم فإذا رقوها حدروا فذلك دأبهم أبداً".