{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } أي الكفار وغيرهم {جَمِيعاً } حال {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } أي الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم {أَنتُمْ } أكد به الضمير في {مكانكم} لسده مسد قوله الزموا {وَشُرَكَاؤُكُمْ } عطف عليه {فَزَيَّلْنَا } ففرَّقنا {بَيْنَهُمْ } وقطعنا أقرانهم والوصل التي كانت بينهم في الدنيا {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ } من عبدوه من دون الله من أولي العقل أو الأصنام ينطقها الله عز وجل {مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } إنما كنتم تعبدون الشياطين حيث أمروكم أن تتخذوا الله أنداداً فأطعتموهم وهو قوله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـؤُلاَء إِيَّاكُمْ } إلى قوله:
{ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ ) } سبأ:41) {فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } أي كفى الله شهيداً وهو تمييز {إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَـٰفِلِينَ } {إن} مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية {هُنَالِكَ } في ذلك المكان أو في ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان {تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ } تختبر وتذوق {مَّا أَسْلَفَتْ } من العمل فتعرف كيف هو أقبيح أم حسن، أنافع أم ضار، أمقبول أم مردود، وقال الزجاج: تعلم كل نفس ما قدمت. {تتلو} حمزة وعلي، أي تتبع ما أسلفت لأن عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو النار، أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر، كذا على الأخفش {وَرُدُّواْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقّ } ربهم الصادق في ربوبيته لأنهم كانوا يتلون ما ليس لربوبيته حقيقة، أو الذي يتولى حسابهم وثوابهم العدل الذي لا يظلم أحداً {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } وضاع عنهم ما كانوا يدّعون أنهم شركاء لله، أو بطل عنهم ما كانوا يختلقون من الكذب وشفاعة الآلهة.