التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦٥
أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ
٦٦
-يونس

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } تكذيبهم وتهديدهم وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ } استئناف بمعنى التعليل كأنه قيل: مالي لا أحزن؟ فقيل: إن العزة { لِلَّهِ } إن الغلبة والقهر في ملكة الله جميعاً لا يملك أحد شيئاً منهما، لا هم ولا غيرهم، فهو يغلبهم وينصرك عليهم { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } [المجادلة:21] { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } [غافر:51] أو به يتعزز كل عزيز فهو يعزك ودينك وأهلك، والوقف لازم على { قولهم } لئلا يصير { إن العزة } مقول الكفار { جَمِيعاً } حال { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما يقولون { ٱلْعَلِيمُ } بما يدبرون ويعزمون عليه وهو مكافئهم بذلك { أَلا إِنَّ للَّهِ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰت وَمَنْ فِى ٱلأَرْضِ } يعني العقلاء وهم الملائكة والثقلان، وخصهم ليؤذن أن هؤلاء إذا كانوا له وفي مَلكَته ولا يصلح أحد منهم للربوبية ولا أن يكون شريكاً له فيها، فما وراءهم مما لا يعقل أحق أن لا يكون له نداً وشريكاً { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَاء } «ما» نافية أي وما يتبعون حقيقة الشركاء وإن كانوا يسمونها شركاء لأن شركة الله في الربوبية محال { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } إلا ظنهم أنهم شركاء الله { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يحزرون ويقدّرون أن تكون شركاء تقديراً باطلاً، أو استفهامية أي وأي شيء يتبعون و{ شركاء } على هذا نصب بـ { يدعون } وعلى الأول بـ { يتبع } وكان حقه وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء شركاء، فاقتصر على أحدهما للدلالة والمحذوف مفعول { يدعون } أو موصولة معطوفة على { من } كأنه قيل: ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء أي وله شركاؤهم.

ثم نبه على عظيم قدرته وشمول نعمته على عباده بقوله