التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
١
أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
٢
وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
٣
-هود

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ الر كِتَابٌ } أي هذا كتاب فهو خبر مبتدأ محذوف { أُحكمت ءْايٰته } صفة له أي نظمت نظماً رصيناً محكماً لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم { ثُمَّ فُصّلَتْ } كما تفصل القلائد بالفرائد من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص أو جعلت فصولاً سورة سورة وآية وآية أو فرقت في التنزيل ولم تنزل جملة، أو فصل فيها ما يحتاج إليه العباد أي بين ولخص. وليس معنى « ثم» التراخي في الوقت ولكن في الحال { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } صفة أخرى لـ { كتاب } أو خبر بعد خبر أوصلة لـ { أحكمت } و{ فصلت } أي من عنده أحكامها وتفصيلها { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللَّهَ } مفعول له أي لئلا تعبدوا أو «أن» مفسرة لأن في تفصيل الآيات معنى القول كأنه قيل قال: لا تعبدوا إلا الله أو أمركم أن لا تعبدوا إلا الله { إِنَّنِى لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } أي من الله { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } أي أمركم بالتوحيد والاستغفار { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } أي استغفروه من الشرك ثم ارجعوا إليه بالطاعة { يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا } يطوّل نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية من عيشة واسعة ونعمة متتابعة { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى أن يتوفاكم { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } ويعط في الآخرة كل من كان له فضل في العمل وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس منه شيئاً { وَإِن تَوَلَّوْاْ } وإن تتولوا { فَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } هو يوم القيامة.