التفاسير

< >
عرض

أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٠٧
قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٨
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
١٠٩
-يوسف

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ } عقوبة تغشاهم وتشملهم { مّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ } القيامة { بَغْتَةً } حال أي فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانها.

{ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِى } هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي، والسبيل والطريق يذكران ويؤنثان. ثم فسر سبيله بقوله { ٱدْعُواْ إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } أي أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء { أَنَاْ } تأكيد للمستتر في { أدعو } { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى } عطف عليه أي أدعو إلى سبيل الله أنا ويدعو إليه من اتبعني، أو { أنا } مبتدأ و{ على بصيرة } خبر مقدم و{ من اتبعني } عطف على { أنا } يخبر ابتداء بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان لا على هوى { وَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ } وأنزهه عن الشركاء { وَمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع الله غيره { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً } لا ملائكة لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة، أو ليست فيهم امرأة { نُوحِى } بالنون حفص { إِلَيْهِمْ مّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } لأنهم أعلم وأحلم وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ } أي ولدار الساعة الآخرة { خَيْرٌ لّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الشرك وآمنوا به { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } وبالياء: مكي وأبو عمرو وحمزة وعلي.