التفاسير

< >
عرض

عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ
٩
سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ
١٠
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
١١
-الرعد

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن الخلق { وَٱلشَّهَـٰدَةِ } ما شاهدوه { ٱلْكَبِيرُ } العظيم الشأن الذي كل شيء دونه { ٱلْمُتَعَالِ } المستعلي على كل شيء بقدرته أو الذي كبر عن صفات المخلوقين وتعالى عنها. وبالياء في الحالين مكي { سَوَاء مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } أي في علمه { وَمَنْ هو مستخفٍ بالَّيْل } متوارٍ { وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } ذاهب في سربه أي في طريقه ووجهه يقال سرب في الأرض سروباً. و{ سارب } عطف على { من هو مستخف } لا على { مستخف } أو على { مستخف } غير أن { من } في معنى الاثنين والضمير في { لَهُ } مردود على { من } كأنه قيل لمن أسر ومن جهر ومن استخفى ومن سرب { مُعَقِّبَـٰتٌ } جماعات من الملائكة تعتقب في حفظه والأصل معتقبات فأدغمت التاء في القاف أو هو مفعلات من عقبه إذا جاء على عقبه لأن بعضهم يعقب بعضاً أو لأنهم يعقبون ما يتكلم به فيكتبونه { مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } أي قدامه ووراءه { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } هما صفتان جميعاً وليس من أمر الله بصلة للحفظ كأنه قيل له معقبات من أمر الله أو يحفظونه من أجل أمر الله أي من أجل أن الله تعالى أمرهم بحفظه أو يحفظونه من بأس الله ونقمته إذا أذنب بدعائهم له { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ } من العافية والنعمة { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } من الحال الجميلة بكثرة المعاصي { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً } عذاباً { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } فلا يدفعه شيء { وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } من دون الله ممن يلي أمرهم ويدفع عنهم

.